
في بداية الزواج، تكون المشاعر مشتعلة، والمفاجآت متبادلة، واللحظات مليئة بالإثارة والشغف. لكن مع مرور الوقت، تنشغل الحياة بمسؤولياتها: تربية الأطفال، العمل، الالتزامات اليومية… وهكذا يتسلل الروتين شيئًا فشيئًا، ليطفئ وهج العلاقة ويجعلها أقرب إلى “شراكة عملية” من كونها علاقة حب. لكن هل هذا المصير حتمي؟ بالطبع لا! فهناك خطوات عملية وذكية يمكن من خلالها إعادة إشعال الشغف من جديد، واستعادة تلك الروح التي جمعتكما في البداية.
كيف يتسلل الروتين؟
الروتين لا يأتي فجأة، بل يبدأ تدريجيًا، حين تتكرر نفس العبارات، نفس الأفعال، ونفس الأيام دون أي تجديد. تبدأ التفاصيل الصغيرة التي كانت تُشعل الحب بالتلاشي، مثل كلمة “أحبك” أو نظرة امتنان. ومع مرور الوقت، يصبح الحديث كله حول الفواتير، الأطفال، أو من سينظف المطبخ، بينما يغيب الحديث عن المشاعر والاهتمام الحقيقي.
خطوات لاستعادة الشغف
- تذكري البدايات
عودي بالذاكرة إلى اللحظات الأولى التي جمعتك بزوجك. ما الذي جعلك تقعين في حبه؟ ما المواقف التي كانت تجعلك تضحكين بلا سبب؟ تذكُّر تلك اللحظات يعيد شحن العاطفة ويذكّركِ بسبب استمرارك في هذه العلاقة.
- غيّري روتينكِ اليومي
كسر الروتين لا يتطلب تغييرات ضخمة، بل يمكن أن يبدأ من أشياء بسيطة: عشاء رومانسي مفاجئ، رسالة حب صباحية، أو حتى الخروج معًا في موعد كما كنتما تفعلان في البداية.
- ابدئي بالاهتمام بنفسك
المرأة التي تعتني بجمالها وراحتها النفسية تكون أكثر قدرة على إشعال الحماس في العلاقة. خصصي وقتًا لنفسك، دللي نفسك، جربي تسريحة جديدة، عطراً مختلفاً، أو هواية ممتعة تعيد إليكِ طاقتك الأنثوية.
- المبادرة لا تعني التنازل
لا تنتظري دائمًا أن يكون الطرف الآخر هو من يبادر. بادري أنتِ بإحياء العلاقة، ولو بخطوة صغيرة. الاهتمام المتبادل هو مفتاح الاستمرار.
- الحوار العاطفي
خصصا وقتًا أسبوعيًا للحديث بعيدًا عن مشاكل البيت. تحدثا عن أحلامكما، مخاوفكما، وأهدافكما. هذا النوع من الحوار يعيد بناء الجسر العاطفي بينكما.
- المفاجآت تعني الكثير
هدية بسيطة بلا مناسبة، أو طبخة مفضلة، أو حتى ملاحظة رومانسية على المرآة… كل هذه اللفتات البسيطة تحمل تأثيرًا كبيرًا على العلاقة.
متى تستدعين مساعدة خارجية؟
إذا شعرتِ أن الفتور استمر رغم محاولاتك، أو أن الطرف الآخر لا يبادلك الجهد، فربما تكون الاستشارة الزوجية حلًا مناسبًا. وجود طرف محايد يمكنه مساعدتكما على فهم جذور المشكلة والوصول لحلول فعالة.
الروتين أمر طبيعي في كل علاقة طويلة، لكن تركه يتحكم بكِ هو ما يحوّله إلى “قاتل للعاطفة”. لا تنتظري حتى تتراكم المسافات بينكما، بل خذي زمام المبادرة، واعملي على تجديد العلاقة، كل يوم، بخطوة بسيطة. فالحب لا يموت، بل يحتاج فقط إلى من يوقظه برفق.
للاستشارات الزوجية لا تتردد بالتواصل مع أفضل طبيب نفساني دبي لدى عيادات أسبريس.